الخميس، 5 أبريل 2012

محمد حسين يونس: إسلامكم لا يصلح لإدارة دولة حديثة

السادة حزب طظ في مصر وحلفاء لهم من السلفيين المسيطرين علي عقول وأفئدة البسطاء من المصريين يمثلون مقدمة جيش التخلف والجهل الذى تستعد جحافله لغزو مصر في أفواج متتالية قادمة من أرض الحجاز والعتبات المقدسة يمهد كل فوج أرض المعركة للفوج الأكثر تخلفا الذى يليه حتي يتم إلحاق أرض الكنانة بمعسكر الوهابية الذى تنظم امريكا تحركه لصالح تأمين البترول وإسرائيل.
المعركة اتضحت معالمها.. المعاصرة في مقابل التخلف.. استمرار المعاناة والحياة في ظروف منحطة في مواجهة العمل والجهد لتغيير الواقع.. المساهمة في الجهد الإنساني لتقدم البشر، في مقاومة مع هؤلاء الذين يتخيلون ان الله قد خلق الكفار لكي يعملوا وينتجوا ونحن لنغزوهم ونحتلهم ونتمتع بإنتاجهم.
المسلمون طول تاريخهم الممتد لأربعة عشر قرنا كانوا عالة علي الدول المتقدمة ولم ينتجوا أبدا بل استهلكوا ما بيد الشعوب المقهورة قديما والطامعين في بترولهم حديثا المسلمون لا يتقنون أي مهنة أو عمل عدا قطع الطرق والإغارة علي الآمنين والسطو المسلح وأخذ الغنائم والسبايا، وعندما تستتب الأمور لهم تصبح التجارة هي المصدر الأساسي للرزق.. ومع ذلك فالتاجر المسلم لم يكن قدوة حسنة ومازال أغلبهم يكذبون (كتقية) ويتآمرون ويخدعون.. التاجر المسلم، لا يمكن أن تثق في بضاعته أو حديثه أو وعده أو قسمه.. انه يعتبر خداعك واجبا مقدسا لأنك كافر - في رأيه - حتي لو كنت زميله في الجماعة.. رجال الأعمال المسلمون لا يتقنون إلا خداع المستهلك والمودع لأمواله عندهم والهرب بها.. ليخدع آخرين بنفس الاسلوب انها اخلاق البدو التي يتوارثونها أبا عن جد ولا سبيل لتغييرها .
في الاحياء الفقيرة من مدينة القاهرة تجد بشرا يتحركون ببطء الرجال مثقلين بالهموم والنساء المقهورة والمغيبة تسعي دون حماس، فالشوارع ضيقة ومغمورة بالمجاري والقمامة علي الجانبين والمنازل ضيقة تعاني من سوء التهوية وزيادة عدد القاطنين والأطفال في الحواري تنطلق دون هدف أو رقيب.. وجوه حزينة تعاني من اكتئاب مزمن ومع ذلك يمكن ملاحظة تزايد أعداد الرجال الذين أطلقوا لحاهم يوما بعد يوم.. وعدد السيدات والفتيات المختبئات تحت كيس أسود يغطيها من قمة رأسها الي قدميها.. أتساءل ما الذى دعي هؤلاء لتغيير نمط حياتهم هل قدم لهم السلفيون مفردات حياة أفضل وغيروا لهم السكن والطعام والمدرسة والمستشفى أم انها الهزيمة الكبرى الثانية التي أطاحت برشد المصري وجعلته تابعا لهؤلاء المدعين.
الاخوان والسلفيون لا يعرفون كيفية ادارة دولة كل ما يعرفونه كيف يخطفون ويهربون الاقتصاد لا معني له لديهم انه من علوم الكفرة أما البديل فهو بيت المال والزكاة والشحاتة من القادرين، لا يعرفون من العلوم إلا علوم الفقه والشريعة أما ما عدا ذلك فهو من ابتكار الكفار لعنة الله عليهم لا يعرفون الصناعة والتعدين وريادة الفضاء والفنون ويرون أن البنوك ربا والطب سحر وتعدى علي ارادة الله وان أفضل الادوية بول البعير ولمسات الشيخ صاحب البركات.. المسلم لا يزرع انما يترك الموالي يزرعون ثم يهبط عليهم ليلا ليسرق ما بيدهم هكذا كانوا وهكذا هم الان وهكذا سيكونون لا يتقنون إلا الارهاب والغزو وقطع الطرق وترويع. الآمنين.
صباح يوم 6 يونيو 1967 الساعة الثامنة صباحا طلب مني العقيد يوسف عياد رئيس مهندسي الفرقة الثالثة مشاة ميكانيكي أن أذهب الي قيادة الجيش - بجبل لبني - لأحضر من هناك خطة نسف الطرق.. الساعة الثامنة والنصف كنت أمام ملجأ رئيس مهندسي الجيش العميد عبد الستار مجاهد الذى أعد له في مركز القيادة الذى يتحمل قصف قنبلة ذرية.. كان سيادته يجلس أمام منضدة عمليات يشاركه فيها مقدم ورائد منهمكان في دراسة خرائط وأوراق أمامهما وكان سيادته يدخن بشراهة وأمامه منفضتي سجائر ممتلئتان بأعقاب من جميع الانواع بالإضافة الي خرطوشتين كليوبترا لم يفتح غلافهما دخل "مقدم" قادم من الخارج وقال دون سؤال "رفح وقعت والعريش وأبو عجيلة وهم يتحركون الآن علي طريق الكيلو 161" نظر العميد تجاهي وسأل "هل يضربون الحسنة الآن" رددت "لا" فاستطرد "سيضربونها" ثم أكمل في أبوة "انتظر قليلا قبل ان تتحرك".
كانت طائرات العدو تقذف قواتنا بكثافة وكانت كتيبتي - كتيبة المهندسين - بمعداتها الضخمة هدفا سهلا تحوم حولها الطائرات وتقصفها كما لو كانت في تدريب أو مناورة.. وكانت المدفعية المضادة للطائرات صامتة وكنت أجلس في خندقي صامتا مرتديا خوذتي وملابس الميدان أرقب النزق الذى يتصرف به الطيارون الاسرائيليون لدرجة أنه كان بإمكاني أن أشاهد وجوههم الحمراء المنتفخة من ضغط "هيلمت" الطيار وهو قادم منخفض في اتجاهي يمطر المكان بطلقات رشاشه ثم يرتفع لأعلى ليعود في دورة جديدة وهو آمن.. فلقد كنا قد هزمنا.
هزيمة 67 كانت هزيمة شخصية لي ولجيلي.. فبالرغم من أنني كنت أرصد تفكك القوات المسلحة وأن قادتها من الهواه الذين لا هم لهم إلا تحصيل القدر الاكبر من المكاسب التي يفرط في إغداقها عليهم سيادة المشير عامر، وأن الوحدات الصغرى فقدت مهارتها وقدراتها علي الصراع بعد أن اغتالتهم مفاهيم سطحية ظلت تنخر في جسد المؤسسة العسكرية نتيجة تصفية العناصر الواعية المدربة لصالح كورس التمجيد الذى لا يمل من اضفاء آيات الألوهية علي المشير والرئيس.. ورغم أنني كنت علي علم بأن الترقية والامتيازات مرهونة بمدى القرب من السلطة وترديد عبارات جوفاء تشبه أحلام اليقظة أو تمنيات عجزة عن الفعل، وأن التدريب، حسن اختيار الاسلحة المناسبة، تطبيق مبادئ الحرب الحديثة من حشد، مناورة، مفاجأة، تنسيق بين الاسلحة المشتركة هي آخر الأمور التي تهم القيادة الفارة من المعركة أو تشغل بالها إلا أنني كأبن من أبناء يوليو 52 كان لدى أمل ما بقدرة عبد الناصر علي تحقيق سياسيا ما عجز عامر عن تحقيقه عسكريا.. ولكن ما حدث في الواقع من تداعيات الهزيمة أسقط القناع عن الوجه المخزي لحكم العسكر ووجد جيلي نفسه في مواجهة مع عبء إصلاح ما فسد دون رعاية وحماية من الاب القائد.. لقد سحقت الهزيمة جيل كان يسعي لان يجد لنفسه مكانا في عالم جديد يبنيه علي اساسات العدل والتخلص من أوزار عهد كنا نسميه بائدا واستيقظنا من غفوة طويلة لنجد انه قد تم التضحية بنا علي مذبح عدم كفاءة العسكر في الحكم والحرب.. كابوس صبغ حياتنا لعشرات السنين لم تتطهر فيها الروح من مخازي السقوط ولم يتخلص العقل من أوحال تهويمات العسكر عن التفوق الإثني لأمة العرب المرتبط بقيود الفاشيست وإرهاب الحكومات الامنية المسلحة بالسجون، المعتقلات، والمخبرين المندسين في كل مكان وأجهزة الاعلام العميلة .
بعد هزيمة 67 كان من المنطقي إلا نعود لما كنا عليه من غفلة الحياة في ظل أمان حكم الاب الراعي.. ولكن واقع الحال كان مختلفا لقد قام الرئيس المؤمن رب العائلة بتدجين إرهاصات التغيير والثورة وسلمنا بعجزه الي استعمار ثلاثي الابعاد تقوده امريكا التي بيدها أوراق اللعب واسرائيل التي تقف متنمرة للانقضاض علي سيناء وإعادة احتلالها والوهابية السعودية التي شلت عقل وروح الجماهير الرافضة لمهانة الاستسلام.
أواخر مارس 2012 يستطيع المار في شوارع القاهرة أن يرصد ملامح الهزيمة الكبرى الثانية في تاريخ مصر المعاصر.. السيارات تتصارع بدون رابط أو ضابط يقودها ملتحين تصوروا لقصر نظرهم أن هيئتهم الجديدة تتيح لهم أن يكسروا جميع القواعد والقوانين، وطوابير تموين الوقود تعطل المرور أمام محطات البنزين والسولار، وتعريفة ركوب التاكسي والميكروباص تتزايد عشوائيا من اصحاب اللحي وشرائط آيات الذكر الحكيم وأنبوبة البوتاجاز يزيد سعرها لعشرة أضعاف ويحتكر توزيعها في الاحياء الشعبية أفراد من حزب الحرية والعدالة الاسلامي التوجه يبتزون بها تأييد المواطنين لهم.. ولوحات ضخمة في الميادين والاماكن الهامة لجندي بملابس القتال يحمل طفلا بحنان تعبيرا عن علاقة الكفالة، الرعاية، الحضانة التي يقوم بها الجيش البالغ الرشيد للشعب الذى لم يبلغ بعد سن الفطام العبارة المكتوبة علي اللوحة هي "الجيش والشعب ايد واحدة" لاحظ ان الجيش ذكر قبل الشعب في اشارة الي انه الكبير الذى نصب من نفسه وصيا علي الشعب القاصر.. يزاحم لوحات الجندي الشاب العفي ملصقات لشخص ملتح مسن يبتسم ابتسامة لا معني لها تذكرك بما تشاهده علي وجوه الحواة والدجالين الذين يسوقون بضائع مغشوشة أو يستدرجون المارة لبيت دعارة أو المشاركة في لعبة الثلاث ورقات.. جندي يبالغ في اللطف وملتح يبالغ في الابتسام وكلاهما يسوق هزيمة مصر التي اكتملت بانتخابات مجلسي شعب وشورى الملتحين ولجان تدوين الدستور المسيطر عليها بواسطة الإسلامية.. علي الجانب الاخر تحول ميدان التحرير - وأي مكان اخر في القاهرة - الي سوق للباعة الجائلين الملتحين والبلطجية وتجار الكيف تقوم به يوميا معارك بالرصاص والاسلحة البيضاء.. ويسحب ألف واربعمائة مواطن استمارات الترشيح لمنصب رئاسة الجمهورية وتتحول قاعات محاضرات كليات التربية - التي ستخرج مدرسات - الى وكر دائم للبوم الاسود المكلل من رأسه الي قدميه بالسواد.. ويتحدثون علي الفيس بوك عن كرامات تدعيها جماعات الأمر بالمعروف المصرية قام بها أحد أصحاب اللحي المرشح لرئاسة الجمهورية وبأنه جذب أذن سيدة مشلولة فقامت تجرى ووضع كفه علي قضيب شخص عنين فانتصب بين تهليل الجماهير وإكبارهم لما قام به مرشحهم من أعمال جليلة يعجز عن اتيانها باقي المرشحين.. في هزيمة كاملة للمعاصرة والتفكير العلمي المنطقي.
ما بين الهزيمتين نصف قرن يقل خمس سنوات تعرضت فيه مصر لفقد ارادة متصل ودائم بدأ باحتلال اسرائيلي لسيناء وانتهي بغزوة وهابية سعودية لفكر وروح الشعب أبطلت قدرته علي التغيير والانطلاق نحو آفاق المعاصرة وأجهضت فرصة نادرة كانت من الممكن لو أحسن استغلالها أن تجعله يعود الي سابق ازدهاره كدرة من ماسات البحر الابيض المتوسط.. نصف قرن لم تتوقف خلاله عناصر الدعوة السلفية من إنفاق مليارات الدولارات لشراء أجهزة إعلام وتؤجر حناجر ومشايخ تهتف باسمها ووعاظ مساجد يسبحون بحمدها ويحولون مساجدهم الي أوكار بث ودعاية ومدارس لتجنيد المتعاطفين .
و كما ارتفعت نبرة المقاومة ورفض هزيمة 67 بدأت الاصوات تعلو مطالبة بتعديل الموقف والكفاح ضد فرض ارادة الاحزاب الاسلامية علي الدستور ومطالبة القوات المسلحة بردع من قفزوا علي الثورة مستثمرين دماء الشهداء في جني مصالح وأرباح شخصية وتحقيق أحلام ازاحة رجال أعمال الحزب الوطني واحلالهم برجال أعمال الوطني بلحية الجديد.
العسكر ورجال المرشد وجهان لعملة واحدة.. واذا كانا يتبادلان الاتهامات الان.. فان هذا لن يزيد عن زوبعة في فنجان سريعا ما تصفو ولن نشهد تغييرا حقيقيا ينتهي بفرض حكم العسكر والعودة الي آليات النظام المستهدف ازاحته.. كما لن نشهد انتصارا نهائيا للتخلف يجعلنا نقف بجوار أخوة الاسلام في الصومال وغزة والسودان وافغانستان تزكم رائحة خطايانا الانوف.. الارجح أن يتنازل رجال المرشد عن جزء من الفريسة لصالح رجال المشير ويعودان أخوة احبة يدعم كل منهما اخاه.. أما نحن.. فعلينا اعداد انفسنا لكفاح طويل من اجل ان تحمل مصر ملامح القرن الحادي والعشرين .
القضية الوطنية ومقاومة الغزاة هما المحك الذى يظهر عليه مدى انتماء المواطن لتراب بلاده وشعبها انها فرض عين علي كل عاقل أن يفهم ويحلل ويربط الاحداث ويستكشف المسكوت عنه ويفضح كل ما يضر ببلده.. علي كل من يملك المنطق وأسلوب التفكير المعاصر ان ينضم لقواعد الكفاح ضد غزاة السلفية والاخوان وأعوانهم في أجهزة الدولة المختلفة جيش وشرطة وقضاء وإعلام انها ضرورة لكل من لديه ضمير أن يحرص علي حاضره ومستقبل أولاده وأحفاده من أسراب جراد الجزيرة العربية، أن فسطاط الأعداء أصبح واضحا كل من يسعي لكسر انطلاقة بلدنا نحو المعاصرة.. وفسطاط الأخيار أيضا واضح كل من كانت قبلته علوم الانسان المتحضر وسلوك الانسان العصري.. وهكذا اذا ما كان معظم من سيشترك في كتابة الدستور غير مؤهلا لتمثيلنا إلا يحق لنا ان نهتف حتي يصل صوتنا للصم والبكم "يسقط، يسقط حكم المرشد".


الاثنين، 2 أبريل 2012

محمد حسين يونس: النداء الأخير قبل الإظلام الوهابي

عندما قرأت هذا النداء الأخير للأستاذ محمد حسين يونس قبل الإظلام الوهابي الوشيك تذكرت قوله تعالى "وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ(11) أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ(12)" صدق الله العظيم
سبحان الله.. أخيرا جاء زمن أهل هذه الآية الكريمة، وهم من قال عنهم سلمان الفارسي: "لم يجئ أهل هذه الآية بعد"، وها هم يأتون اليوم كطلاب سلطة محتكرين للعلم ممارسين للعمل السري وللعنف، وهم يشدون المسلمين شدا إلى الخلف، ويفسدون في الأرض ويحسبون أنهم مصلحون فيها!
ما لا يدركه المصريون هو أن فقرهم وعوزهم هو سر استسلامهم وانقيادهم، فالمحتاج يذكر الله ويدعوه بالفرج، ويرحب بالمحسن ويدعو الله له بحسن الجزاء، ويقبل شاكرا ثمنا لصوته الانتخابي صندوق التموين لياكل العيال والدواء ليخف المرض. من هنا، فليس من المعقول أو المنتظر أن يقود هؤلاء "الإسلامجية" النهضة والرخاء لأن المسلم المستغني سيسأل ذلك العميل الوهابي المحسن بأموال البترول الوهابية؛ "من أين لك بكل هذا الذي تشتري يه ولاءنا وأصواتنا؟!"
ما زال المصريون يذكرون لقاهم السنوي المنتظر في عيد العمال من كل عام بالرئيس جمال عبد الناصر، وكيف تصايحوا عاما بعد عام "المنحة يا ريس" ومداعبات الرئيس الراحل لهم ثم إنعامه عليهم بما تيسر! هكذا انقلبت الأوضاع فقبل المصريون أن يتسولوا كسوة أولادهم ممن هو في الواقع موظف عندهم بدرجة "رئيس جمهورية."
ليت الرئيس الراحل عبدالناصر يرى ما حل بمصر، وليت المصريون يدركون اليوم ما أنتجه سكوتهم عن الاستبداد واستكانتهم وانقيادهم لستين عاما للرأي الواحد والزعيم الواحد الذي يعرف وحده مصلحة مصر ومصلحة المصريين! لقد أوشك العالم على إصدار شهادة وفاة مصر التاريخية؛ "أم الدنيا".. يا ألف خسارة!!!
كتب الأستاذ محمد حسين يونس:
"مصر التي قادها العسكر إلى خراب اقتصادي، اجتماعي، سياسي بمغامرات غير محسوبة وقوانين تؤله الحاكم وتجعل من الدولة عزبة له ولأفراد أسرته...ينتظرها ما هو أكثر إظلاما بعدما يقفز السلفيون واخوانهم المسلمون إلى كراسي الحكم مستكملين غزوة وهابية بدأت في نهاية سبعينيات القرن الماضي.
الإخوان والسلفيون يعدون لدستور (إسلامجي) قادم من العصور الوسطى يهمش حقوق الانسان ويعلى من قيمة اداء الطقوس الدينية وتطبيق شرائع عرب الجاهلية من قطع الاعضاء البشرية والجلد والرجم وبيع العبيد في أسواق النخاسة.
الإخوان والسلفيون عملاء السعودية الذين يخططون لان يتحكموا (ديموقراطيا) في التشريع والقضاء في الجهاز الإداري هم الخطر الحقيقي على مصر والمصريين وسوف يكونون بقوانينهم وأوامرهم وتعليماتهم التي سوف ينفذونها بمليشياتهم المستعدة من الآن، العائق أمام أي محاولة للحاق بالعصر أو الخروج من مأزق ما بعد انتهاء حكم ديكتاتور فاسد محدود الذكاء والقدرات دام لثلاثة عقود.
الاستعمار الأمريكي، الإسرائيلي، الوهابي الذى مهد له خالد الذكر الرئيس المؤمن وخدمه بكفاءة خليفته بطل الحرب والسلام قرر لمصر والمصريين حكما فاشيستيا إسلاميا يحافظ على واقع الحال كما كان واستمر لأربعة عقود لتقفز إلى دائرة الضوء (فجأة) السلفيون بأفكارهم المخلوطة القادمة من أعماق التخلف التاريخي لامة الاسلام، والإخوان المسلمين المسلحون بأموال طائلة اكتسبوها من العمالة للسعودية والوهابية والنصب والاحتلال بواسطة شركات توظيف الاموال والصفقات المشبوهة مع تجار تورا بورا للمخدرات، يغرقون مصر والمصريين في بحر من الاوهام والصراعات الاثنية الشوفينية ومعارك ضد القبط والمرأة والعلمانية الليبرالية لاعقين أحذية من تبقى في السلطة من العسكر.
ولأنه النداء الاخير ولأنه ستحل بعده عقود من ظلمات طويلة فإن على الشيخ المسن أن يقول كلمته ويجلس منتظرا تتابع أفول الحلم الذى كان لجيله دليلا ومرشدا خلال سنين نصف قرن، حاولوا فيها أن يكون لوطنهم علما مرتفعا خفاقا في سماء التقدم والحرية والإنسانية بين أعلام من عرفوا الطريق وساروا على الدرب.
مصر اليوم لا تنتج الا بشرا لديهم أفكار متخلفة وعلاقات جوار بدائية واحباطا سائدا، نحن الآن تعدينا الثمانين مليون بشرى الذين لا مستقبل لهم بين الامم المعاصرة، فحلم الزراعة الكثيفة التي تغطى مساحات واسعة من الأراضي أجهض بعد أن أنفق المبارك مليارات الجنيهات على مشروع توشكى وسلمه لعصابات المافيا التي نهبته وأهدرت الفرصة استمرارا لتقاليد الادارة الخاطئة لهيئة تعمير الصحارى (الناصرية) التي لو كانت قد استغلت مخزون مياه الصحراء الغربية في الري لتمكنت من تغطية احتياجات الشرق الأوسط بالكامل من حبوب وخضروات وفاكهة.
إهمال العسكر للزراعة وقوانينهم التي فتتت المساحة المزروعة اصابت الزراعة التقليدية بالضمور وجرفت الارض الخصبة لصالح المباني الخرسانية وما تبقى لم يجد ما يكفي من ماء فاستخدم مياه الصرف الصحي لنأكل منتجات تم ريها بالمجاري وتسميدها بالحمأة التي تحتوى على الطفيليات والمعادن الثقيلة المؤدية للتخلف العقلي.
هل الإسلامجية لديهم حل لمشكلة اخفاق الزراعة في تلبية احتياجات شعب يتزايد بمتوالية هندسية؟! أم هم سيعتمدون على تسول الحبوب من السعودية والدعاء لرب العالمين أن يجعل قلوب أسيادهم بهم حانية بعد كل صلاة؟!
نحن لم نعد نصنع، لقد تخلفت المعدات والمصانع وأساليب الادارة لدرجة أن القماش والملابس القطنية التي اشتهرنا بها توقف انتاجها لعجزها عن منافسة المستورد كنوع وسعر. لقد أغلقت الفترة المباركية الألف مصنع التي كان عبد الناصر يطمع في أن يجعلها تغطى احتياجات المصريين من الإبرة للصاروخ وضربت الفوضى الصناعة حتى تلك التي انشأها أباطرة الانفتاح لإنتاج الصابون ومعجون الأسنان والشامبو والسيراميك والسجاد جاء انتاجها رديئا ولا يسمح بتداوله إلا في مصر وتحول عنه معظم المستهلكين لمثيله المستورد الأرخص والأفضل.
الصناعة الكثيفة العمالة كإنتاج الألومنيوم والحديد والصلب والكيماويات مثل السماد والمبيدات والاسمنت تخلصت منها معظم دول الأرض الصناعية وتركتها لدول العالم الثالث تدمر البيئة وتسبب الأمراض للبشر ويكفي أن تمر من الطريق حول حلوان لترى ماذا فعلت بها مداخن مصانع الاسمنت والحديد والصلب.
هل الإسلامجية لديهم حل لمشاكل البيئة والصناعة وتحويل مصر من مستهلك لصناعات الغير إلى مصدر لمنتجات معاصرة كما تفعل الصين وجنوب شرق آسيا.. وهل في إسلامهم الذى هو الحل كيف يمكن المنافسة في الصناعات الالكترونية وبرامج الكمبيوتر التي أصبحت الكنز الذى يدر ذهبا على الهنود.
الفنون التي تعاديها جحافل السلفيين والاخوان: سينما، مسرح، موسيقى، قصص، روايات، أغاني، رسم، ونحت والتي كانت مصر رائده فيها تصدر إنتاجها لجميع الناطقين باللغة العربية روائع لام كلثوم وعبد الوهاب وفريد الاطرش ونجيب محفوظ وراغب عياد وفاتن حمامة ونجيب الريحاني ومختار... وتخرج من مدينة الفنون عشرات المبدعين المعاصرين الذين يتناولون الفن كما يبدعه عالم اليوم ..ماذا سيحدث له اذا ما استبدل بغثاثات فنون السلف الصالح والطالح...هل سنطفئ الانوار ونضع قيود السعودية على الفنون فنمنع أن يجلس رجل على كرسي كانت تجلس عليه امرأة في الفيلم أو المسلسل، خسارة مصر في انهيار الفن أثناء حكم العسكر لن يقارن أبدا بما سيحدث لفن المصريين عندما يحكمهم أصحاب الزبيبة واللحى أعداء الابداع.. وهكذا سيكون التعليم والطب والصيدلة والأبحاث وعلوم الادارة والقانون والثقافة والإعلام اما السياحة فهي لدى السلفيين أو الإخوان بشقيها التثقيفي والتاريخي حرام.. حرام.. حرام؛ فهم ضد الشواطئ التي يُرتـَدى المايوه فيها حتى لو كانت المرتدية أجنبية والفنادق التي يتم تداول الخمور فيها حتى لو كان من يخدم عليها من غير المسلمين، واللحوم التي لم يقرأ عليها عدية ياسين وحتى زيارة الأولياء والموالد ممنوعة، كل شيء حرام في حرام وخصوصا آثار تلك الحضارة السامقة التي كانت للمصريين فهي تذكرهم بدونيتهم وانخفاض قيمتهم البدوية فوجب القضاء عليها وسبحان الله الذى هداهم للإسلام ليدمروا حضارة مصر القديمة وتماثيلها ومتاحفها ومعابدها وأهراماتها...السلفيون والإخوان بينهم وبين الحضارات القديمة (تار بايت) فعندما قـُِرئت طلاسمها فضحتهم وبينت أنهم قد أقاموا عقائدهم على أفكار تم تداولها بين الذين كانوا في يوم ما نور العالم.
السلفيون والإخوان سيغلقون كل ما يتصل بالسياحة من مسارح وكباريهات وسينمات ومعارض ويبنون مكانها مساجد يذكر فيها اسم ربهم رغم أن معظم الغانيات لبسن النقاب ويعملن في حراسة أصحاب اللحى من مشايخ ودعاة.
أما الأخوة المثقفون والاقباط فسيدعونهم بالموعظة الحسنة لترك فسطاط الباطل وسلوك الدرب الإسلامي السلفي الوهابي، كل قبطي مسلم أو مسيحي عليه أن ينضو تحت رايات السلف، لا يبول واقفا حتى ولو كان أمام المبولة، ولا يرتدى الملابس الافرنجية ويطلق لحيته ويصر على أن ترتدى حرماته الحجاب والنقاب ويترك ما يعمل به عند سماع الآذان ليصلي ويتوقف عن الانتاج طول شهر رمضان وسيتحرك كل جند الله ميليشيات السلف والإخوان المسلمين بالعصى والكرابيج للتأكد من أن تعليماتهم يتم اتباعها، هكذا رأيناهم في افغانستان وغزة والسودان والصومال والعراق.. فلتسقط الثقافة .. فلتسقط المعاصرة .. فلتسقط الديموقراطية بعد أن تصل بهم إلى كراسي الحكم.
لم نسمع من هؤلاء المتخلفون عقليا وحضاريا طوال تسعة أشهر رفع عنهم فيها الحظر وسمح لهم بأن يتكلموا الا كل سخف وخلط وغباء...ما معنى أن ترشح سيدة مغطاه بملاءة سوداء ولا يمكن تفريقها عن رجل متخفي نفسها لمجلس الشعب أو الشورى على الا تكلم أو تخالط زملاء لها من الذكور.
ما هو السبب الذى يجعل طلاب جامعة القاهرة (أول جامعة في مصر) من متخلفي الإخوان يدعون إلى فصل الشباب عن الشابات في المدرجات والسكاشن وتحويل الجامعة إلى جامعة أزهرية بعد مائة سنة من انشائها مدنية هروبا من تعليم الأزهر الديني، هل يخافون المنافسة؟! هل الآنسات أفضل منهم في التحصيل فيريدون ابعادهم؟! وما مشكلة الزواج العرفي الذى يتشدقون به، أليس هو اختراع إسلامي ضمن عشرات أنواع النكاح المتداولة بين السلف الصالح والطالح؟!
ان التعليم كما عرفناه سينطفئ نوره بفضلهم ويعود بنا إلى الكتاتيب وساحات الجوامع لتحفيظ القرآن والسنة والتفسير.
أما أعلى درجات السخف والقصور الذهني فهو ما اشاعوه بأن على المسيحي والغير مسلم أن يدفع الجزية صاغرا حتى يتمتع بحمايتهم، اصلاح الاقتصاد بالغزو واسترقاق العبيد، تحطيم الكنائس والمزارات والقبور تخاريف كنا قد تجاوزناها منذ عدة عقود حتي هلت علينا جموع من المتنطعين لتهدى المصريين إلى الإسلام فكان هذيانهم أن أطلقوا اللحي والبسوا قصير الجلاليب .
أي إسلام هذا الخارج من الكهف لتوه بعد ان نام لقرن كامل؟ هل قرر المصري إهدار جهد كل التنويريين الذين بدأوا مع محمد على ولازالوا يكافحون ويعود ببلاده إلى ظلمات القرون الوسطى والمماليك ؟ هل ضاع جهد محمد عبده، وخالد محمد خالد والشيخ شلتوت وجمال الدين الأفغاني ونصر حامد ابو زيد لتبقى سخافات عبدة الريال السعودي.
النداء الأخير للمصريين .. قبل أن تذهب إلى صندوق الاقتراع كون معلومات دقيقه عن أهداف من ستعطيه صوتك؟.. ماذا قدم لمصر؟.. وماذا بمقدوره أن يقدم؟.. ومن أين حصل على الدعم المادي؟ ..ومن الذى يسانده دعائيا؟
النداء الأخير للذاهبين على صناديق الاقتراع.. حياتك وحياة عائلتك وأطفالك وأحفادك كلها ستتأثر باختيارك، ليكن لصالح الزراعة والصناعة والسياحة والفنون والعلوم والابتكار والفلسفة والتطور قبل أن يكون لكيف تبول شرعا وكيف تلزم بأن تستسلم للحاكم دون أن تثور على ظلمه وتهميشه وجعلك في اسفل الطابور البشرى.
النداء الاخير للمرأة والقبطي.. لا تثقوا فيمن يحاول إذلالكم وقفل الأبواب أمامكم وجعلكم مواطنين من الدرجة الثانية مهما قدموا من وعود للطمأنة.
أما أنا فلن أذهب إلى صناديق الاقتراع أو أشارك (حتى بالسلب) أن يتولى عرش مصر سلفي منحط الاهتمامات والتفكير ويقيدها إلى صاروخ فقهى يعود بها القهقرى لأربعة عشرة قرنا.


الخميس، 8 مارس 2012

من روائع "جبران خليل جبران"

لا تجالس أنصاف العشاق، ولا تصادق أنصاف الأصدقاء، لا تقرأ لأنصاف الموهوبين، لا تعش نصف حياة، ولا تمت نصف موت، لا تختر نصف حل، ولا تقف في منتصف الحقيقة، لا تحلم نصف حلم، ولا تتعلق بنصف أمل.. إذا صمتّ.. فاصمت حتى النهاية، وإذا تكلمت.. فتكلّم حتى النهاية، لا تصمت كي تتكلم، ولا تتكلم كي تصمت. 

إذا رضيت فعبّر عن رضاك، لا تصطنع نصف رضا، وإذا رفضت.. فعبّر عن رفضك، لأن نصف الرفض قبول.. النصف هو حياة لم تعشها، وهو كلمة لم تقلها، وهو ابتسامة أجّلتها، وهو حب لم تصل إليه، وهو صداقة لم تعرفها.. النصف هو ما يجعلك غريباً عن أقرب الناس إليك، وهو ما يجعل أقرب الناس إليك غرباء عنك، النصف هو أن تصل وأن لاتصل، أن تعمل وأن لا تعمل، أن تغيب وأن تحضر.. النصف هو أنت، عندما لا تكون أنت.. لأنك لم تعرف من أنت.

النصف هو أن لا تعرف من أنت.. ومن تحب ليس نصفك الآخر.. هو أنت في مكان آخر في الوقت نفسه !!.. نصف شربة لن تروي ظمأك، ونصف وجبة لن تشبع جوعك، نصف طريق لن يوصلك إلى أي مكان، ونصف فكرة لن تعطي لك نتيجة.. النصف هو لحظة عجزك وأنت لست بعاجز.. لأنك لست نصف إنسان. أنت إنسان.. وجدت كي تعيش الحياة، وليس كي تعيش نصف حياة !!

"جبران خليل جبران"

الأربعاء، 15 فبراير 2012

دكتور أحمد البغدادي: عجيبة العجائب!

عجائب الدنيا سبع كما نعلم، ولكن هناك "عجيبة العجائب" التي لا تحتسب ضمن عجائب الدنيا، ألا وهي الأمة المسلمة، ولا أقول الإسلامية، ففي هذه الأمة المسلمة من عجائب الأمور ما لم تشهده أمة من الأمم منذ أن خلق الله سبحانه آدم عليه السلام، وإليكم بعضا من هذه العجائب:

1.       الأمة الوحيدة التي ترى أنها الوحيدة بين الأمم على حق وفي كل شيء، وأن الآخرين على باطل.
2.       الأمة الوحيدة التي تطلق سراح أو تخفف العقوبة الجنائية للمجرم إذا كان مسلما وتمكن من حفظ بعض سور القرآن الكريم.
3.       الأمة الوحيدة التي يمكن لرجل الدين فيها الإفلات من عقوبة التحريض على القتل إذا وصف أحد الخصوم بالمرتد.
4.       الأمة الوحيدة التي لا تقتل القاتل إذا أثبت أنه قتل مرتدا.
5.       الأمة الوحيدة التي تعامل القاتل بالحسنى بالعقوبة المخففة إذا قتل أخته أو زوجته من أجل الشرف.
6.       الأمة الوحيدة التي ورد في كتابها المقدس كلمة " أقرأ"، ومع ذلك تعد من أقل أمم الأرض قراءة للكتب. أو بالأصح لا تقرأ.
7.       الأمة الوحيدة التي لا تزال تستخدم كلمة التكفير ضد خصومها المعارضين لرجال الدين والجماعات الدينية.
8.       الأمة الوحيدة التي تضع حكم الفتوى فوق حكم القانون، وتدعي بكل صفاقة أنها دولة قانون.
9.       الأمة الوحيدة التي لا تساهم ولا بصنع فرشاة أسنان في العصر الحديث، ومع ذلك تتشدق بحضارتها البائدة.
10.   الأمة الوحيدة التي تشتم الغرب وتعيش عالة عليه في كل شيء.
11.   الأمة الوحيدة التي تضع المثقف في السجن بسبب ممارسته حرية التعبير.
12.   الأمة الوحيدة التي تدعي التدين وتحرص على مظاهره رسميا وشعبيا ومع ذلك لا يوجد بها أمر صالح.
13.   الأمة الوحيدة التي تعطي طلابها درجة الدكتوراه في الدين.
14.   الأمة الوحيدة التي لا تزال محكومة بكتب الموتى من ألف عام.
15.   الأمة الوحيدة التي يداهن فيها رجال الدين الحكام ويسكتون عن أخطائهم حتى ولو كانت شرعية وضد الدين.
16.   الأمة الوحيدة التي لا تعترف بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
17.   الأمة الوحيدة التي تحرم جميع الفنون الإنسانية، ولا تعترف سوى بفن الخط
18.   الأمة الوحيدة التي تشترك في دين واحد ومع ذلك لا تتفق الجماعات الدينية فيها على رؤية واحدة لأحكام هذا الدين.
19.   الأمة الوحيدة التي يهذر فيها رجل الدين كما يشاء ثم يختم كلامه ب " والله أعلم"، وكأن الناس لا تعلم ذلك.
20.   الأمة الوحيدة التي لا تزال تؤمن بإخراج الجن من جسد الآدمي حتى ولو كان ذلك عن طريق القتل.
21.   الأمة الوحيدة التي لديها جيوش وأرضها محتلة وتخشى القتال.
22.   الأمة الوحيدة التي ينطبق عليها وصف الخالق سبحانه " تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى".
23.   الأمة الوحيدة التي تسأل في قضايا الدين وتبحث عن إجابات ترضيها منذ لا يقل عن ألف عام.
24.   الأمة الوحيدة التي لديها شهر صيام واحد في العام تتكرر فيه أسئلة الجنس أكثر من أسئلة العبادة.
25.   الأمة الوحيدة التي تصدق كل ما يقوله رجل الدين دون تحقيق علمي.

هذه الأمة وبكل هذه الصفات الفريدة، ألا تستحق أن توصف بأنها.. "عجيبة العجائب"؟

دكتور أحمد البغدادي - الكويت.    

السبت، 11 فبراير 2012

دكتور محمد عامر: الأولويات

تنادى كثير من الحركات الثورية للتظاهر والاعتصام والعصيان المدني لإنهاء حكم المجلس الأعلى للقوات المسلحة قبل وضع الدستور وانتخاب الرئيس. وهذا ينم عن الحرص على أن يكون لمصر دستور ديموقراطي ورئيس قادر على قيادة البلاد في هذه المرحلة الحرجة

لكن أين هو هذا الدستور؟ ومن هو هذا الرئيس؟ أليس من الأجدر بهذه الحركات أن تتوافق أولا هي وكافة القوى الديموقراطية على مشروع دستور ديموقراطي وعلي شخص كفء لترشحه للرئاسة؟ ثم تقوم بحملة واسعة لكسب التأييد الشعبي لهما؟

ما الذى يمنع التحرك فورا لإنجاز هذه المهمة الملحة العاجلة؟ هل هو المجلس الأعلى للقوات المسلحة؟ أم الانقسام والتشرذم وإساءة ترتيب الأولويات؟

إذا ما شرعنا جادين في هذا العمل ثم وجدنا المجلس الأعلى للقوات المسلحة عقبة في الطريق، فإن قطاعات كبيرة من الشعب ستسعى لإنهاء حكمه، وسنفتح معا المستقبل أمام مصر الديموقراطية

محمد عامر

الخميس، 19 يناير 2012

عاوزين نفوق بقى يا ناس!!!

كان أحسن ما وصلني هذا الأسبوع عن مجموعة من الناس مروا بامرأة تغرق في البحر
رفض السلفي مد يده لإنقاذها لأنه متوضئ
وأصر الإخوانجي على استئذان المرشد العام أولا
واشترط شاب من ٦ إبريل موافقة 130 ائتلاف من ائتلافات شباب الثورة على الأقل قبل انقاذها
ونصحها الليبرالي أن تخلع كل هدومها عشان تبقى خفيفة وتقب علي وش الميه
وطالب أحد ثوار التحرير بعمل مليونية الجمعة المقبل باسم "جمعة انقاذ الفتاه التي تغرق"
فيما أكد كل من في العباسية انها لو ماتت تبقى غريقة مش شهيدة و تساءلوا هي إيه إلي نزلها المية أصلاً ؟!
وأكد تامر بتاع غمرة إنه سمعها بتنادي بالإنجلش لانجويدج عشان حد ينقذها
وبكى الجنزوري وهو يعتذر لأن أبو العربي لسه ما بعتش العوامة
وانتفض البرادعي وأخرج "الآي باد" وكتب على حسابه على تويتر "كرامة المرأة في حقها في الحياة"
وقالت نواره نجم وأسماء محفوظ أن المجلس العسكري هو من قام بإغراق السيدة وهو المسئول عن انقاذها
وقال مرتضى منصور أنه يمتلك سي دي لهذه السيدة المنحلة وأنها على علاقة بممدوح عباس وأحمد شوبير
وأكد توفيق عكاشه أن نزولها للبحر هو أحد طقوس الماسونية العالمية وطالب زملائه البط بالتواجد في العباسية للتصدي للمؤامرة المدبرة من هذه السيدة
وأكد وزير الداخلية إن معندناش بحر أصلاً
أما المجلس العسكري فشكل لجنة تقصى حقائق لمعرفة الطرف الثالث إللي زقها في الميه
للأسف الشديد.. الست دي هي مصر!!!


السبت، 17 ديسمبر 2011

هل حان الوقت لمراجعة الحسابات وإعادة تموضع مصر وحمايتها من غفلتنا ومن غدرهم؟!

لم يعد خافيا أن الولايات المتحدة الأمريكية التي مارست "لعبة الأمم" لعقود، قد أطلقت العنان لقوتها الناعمة المستخدمة في المواقع الاجتماعية والفضائيات - التي أنتجتها النقلة التكنولوجية الكبرى المتمثلة في تكنولوجيا الحواسب وقواعد البيانات والإنترنت والاتصالات والفضاء - وأحلتها كلما أمكن محل القوة العسكرية التقليدية السافرة كطريقة العمل Modus Operandi - الأقل تكلفة ماليا وبشريا - التي تحقق لها إعادة تشكيل العالم طبقا لأهدافها ومصالحها، وأنها - وإن كانت قد بدأت بحرص في أوروبا الشرقية - فقد منهجتها وأطلقتها في الشرق الأوسط بتزامن وتراتبية في إطار مخطط أعد بعناية، بل وبدأت استخدامها ضد الدولتين الأكبر - الصين وروسيا - وهو ما أنتج مؤخرا ردود أفعال علنية من الدولتين الكبيرتين.
كما أن من المسلم به أن المخطط الدولي المعقد والخطير الذي ندير الموقف الحالي في إطاره ينطلق من حقيقة أن الشرق الأوسط هو منطقة لنفوذ القوى العظمى وأن إسرائيل - التي استأثرت لأكثر من قرن بدعم مطلق من كل قادة القوى الغربية الاستعمارية - هي مركز متقدم لسيطرة القوى العظمى على هذه المنطقة، كما أن قيام إسرائيل لم يكن حدثا وقع في أحد أيام العام 1948، ولكن عملية طويلة الأجل مطردة ومرنة وقابلة للتكيف مع الوضع السياسي الدولي خلال القرن الماضي المفعم بالأحداث والتغيرات الخطيرة للمنطقة والعالم، بدأت بالمؤتمر الأول للحركة الصهيونية العالمية في بازل منذ 114 عاما وشارك فيها بكل وضوح قادة الدول العظمى - بريطانيا وفرنسا، وفيما بعد أمريكا - وما زالت مستمرة.
إننا ندرك أن آلية "الفوضى الخلاقة" هي "عملية" طويلة الأجل من خطوات مطردة تستغرق سنوات لتحقيق أهدافها الاستراتيجية، ارتكزت - قبل ذكاءهم - على غفلتنا وغبائنا وأنانيتنا والخيانة بيننا، وبدأت باستدعاء غضب الجماهير ضد دكتاتور مستبد وفاسد تم تمكينه ومساندته لسنوات، وأتاحت لقلة منتقاه تم دسها بين الشباب التدريب، وللشباب الوطني الغاضب المفتقد للعدالة والكرامة "القوة الناعمة[1]" اللازمة لإطلاق "الثورة"، ثم استغلت التناقضات والاختلافات بين القوى السياسية لاختراق المجتمع وتحريك قوته الذاتية ضده بإذكاء النعرات الدينية والطائفية والتعصب واستقطابه لزعزعة البلد ونشر الفوضى ومنع العودة للاستقرار. وهذه الآلية أيضا ليست جديدة علينا وسبق للولايات المتحدة أن استخدمتها ضدنا قبل أن يتم تطويرها وتدعيمها بالوسائل التكنولوجية المستحدثة.
كذلك فإن من البديهي أن الولايات المتحدة ليست الممارس الوحيد "للعبة الأمم" في مصر والمنطقة ولكنها بالتأكيد اللاعب الأكبر والأقدر. وإذا كانت إسرائيل قد نجحت في إقناع الولايات المتحدة الأمريكية بتعيينها كمركز متقدم للسيطرة وحارس على مصالحها في منطقة نفوذها الهامة في الشرق الأوسط، فهي تستعد الآن - بعد أن استكملت حصارها لمصر في أفريقيا والبحر الأحمر - لاستعادة السيطرة على سيناء وربما أيضا اتمام عملية نقل الغزاويين “Transfer” إلى جزء منها، فإن حكومة الملالي في إيران تطل الآن على البحر الأبيض المتوسط مع حلفائها الشيعة العلويين والجعفريين في سوريا ولبنان - وللمفارقة - الإخوان المسلمين السنيين في غزة، وهم - كما نعرف بالتجربة - يثيرون المشاكل في سوريا ولبنان، وفي سيناء وفلسطين، وفي الخليج. كما أن بريطانيا هي من ابتكر "آلية" الدول الدينية والإثنية لاستقطاب شعوب المستعمرات السابقة وإثارة الفتن فيها لمنع نهوضها، وهي من ساندت الحركة الصهيونية بزعامة هيرتزل في فلسطين والحركة الإسلامية بزعامة جناح في الهند وجماعة الإخوان المسلمين بزعامة حسن البنا في مصر - ثم في المنطقة - وأطلقت بإسرائيل وباكستان - بمباركة الصهيونية العالمية - آليتها الخبيثة لإضعاف وتقسيم الدول ويمزقون الآن بها السودان "مركز حوض النيل" إلى جنوب مسيحي وشمال مسلم وغرب إفريقي، ويسعون لتطبيقها في مصر والمنطقة.
لذلك لا يجب أن نصدق رسائل الإعجاب والاستحسان القادمة من الخارج أو نظن للحظة أنهم قد فوجئوا بما أسموه قصدا "الربيع العربي،" فهذا كله جزء من "حيكة السناريو" ونحن بصدد اللعبة الكبرى "لعبة الأمم" وثوابت الأطماع والمصالح الخارجية والداخلية لا تسمح بذلك، والآلية تعتمد على التركيبة المجتمعية وعلى خصائص الفرقاء، وعلى الرغبة في منع عودة مصر للاستقرار ولاستمرار دفعها إلى الفوضى لتصبح الأرض ممهدة لتحقيق أهداف مخطط حقيقي ومعلن لزعزعتها. هذه الأهداف لم تزل كما هي - لم ولن تتغير وإن تغيرت الاستراتيجيات أو التحالفات والأدوات - وهي تؤذن بقرب إسقاط مصر في فتنة دينية هي الخطوة الأخيرة في آلية الفوضى الخلاقة - تبدأ بتولية متطرفين الحكم لتفجير الصراع الديني - وتنتهي بهزيمة نهائية لمصر من الداخل وتقسيم هذه الدولة ذات المقومات العظيمة التي استحالت عليهم بالحروب إلى دويلات على المقاس الصهيوني تصلح لتحقيق حلم إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات، ولتصل رحلة القرن الصهيونية التي بدأت في 1897 إلى نهايتها وأهدافها طبقا للمخطط الصهيوني بنجاح.
إن من أشادوا بثورتنا وسارعوا إلى تأييدها ووعدونا - مع أتباعهم - بفيض من المساعدات، تبخرت الآن بعد أن نكصوا بوعودهم - وكذلك أتباعهم - يدبرون الآن - مع طابور خامس من قلة قليلة من المجندين المدربين الجدد المدسوسين على الشباب ولكنهم يعلمون بالمخطط ويشاركون في تنفيذه لينشروا الفوضى وينحرفوا بثورة السواد الأعظم من الشباب الوطني النقي العظيم المشارك بالثورة ولا يعلم بالمخطط أو يدرك المخاطر، ومن العملاء القدامى بالتنظيمات السياسية بالداخل الذين ركبوا أكتاف الثوار الشباب وخطفوا ثورتهم - ويسعون الآن - بينما نحن نتوخى أقصى درجات الحذر - لتدمير وتفتيت "مصر التاريخية" وتقسيمها إلى دويلات لا حول لها ولا قوة توفر العمالة الرخيصة وسوق الاستهلاك للاقتصاد الإسرائيلي!
هذا الإطار الدولي المعقد والخطير يتطلب استدعادء المصريين لوعيهم ومواجهتهم لتداعيات وتحديات ثورتهم بكل فصائلهم مجتمعين ومتوافقين في إطار مصري وطني خالص وبغير استبعاد لأي طرف من الأطراف، حتى يستمدوا من اجتماعهم ووفاقهم ووحدة هدفهم قوة تتطلبها خطورة المرحلة وصعوبة المهمة، وهو ما لا يمكن أن يتحقق في ظل الاستقطاب الديني المسيحي والإسلامي والأيديولوجيات المتطرفة والأجندات المخبأة والأفكار التكفيرية والتنظيمات العابرة للحدود الناكرة لحقوق المواطنة ولوحدة النسيج الوطني المصري والداعمة لازدواج الولاء أو تنازعه بين الوطن والدين، وما يصحبها من مظاهر الإثارة الإعلامية والتحريض والتهييج السياسي والديني والحديث عن الماضي وإغفال المستقبل التي يديرها الإعلام بشكل عام والفضائيات بصفة خاصة، والتي تستهدف الحالة النفسية للثائر المصري الغاضب والتركيبة النفسية للمتطرف الإسلامي والمسيحي وضحالة وانتهازية الإعلامي المصري وسهولة انقلابه وتلونه.
يواجه المشير طنطاوي - ومعه المجلس الأعلى الحاكم - الأعلم منا جميعا الآن بمعطيات الموقف الذي وجد نفسه فيه وشملت ما تعرض ويتعرض له من ضغوط خارجية وداخلية، مأزقا جميع معطياته خارج إرادته، سيخرج منه خاسرا مهما كانت قراراته - خصوصا إذا ما اختار طريق السلامة ولم تكن المخاطرة ضمن اختياراته - وهذا ما يسمونه “Catch 22” أو "المسكة 22"، أي المأزق الذي يخرج منه خاسرا أيا كان ما يفعله! ولذلك - ولأن هذا هو ما يجب أن يكون في كل الأحوال - يجب أن يكون الاعتبار الوحيد في اتخاذ القرار هو مصلحة مصر دون الرضوخ لأية ضغوط مهما كان نوعها أو قدرها أو مصدرها، ودون إدخال لأي اعتبارات شخصية أو داخلية أو خارجية - خصوصا ما يتعلق برأي الآخرين في كيفية علاج مصر لمشاكلها - فلا رأي يهم إزاء مصالح مصر وحياتها؛ وهذه مسألة حياة أو موت لهذه الأمة العريقة التي أودعها الله أمانة في عنق المشير والمجلس دونما اختيار.
ولأن المشير - ولا شك - يحاول بكل جهده ألا يخطئ، كان حرصه الشديد سببا في أخطاء قاتلة يجب أن يقوم هو شخصيا بتصحيحها مهما كانت المخاطرة، لأن المخاطرة هي السبيل الوحيد إلى الحلول الفعالة في مثل حالنا. فمن الواضح أن ما توفر للمشير من تحليل ونصح خلال هذه الفترة كان كارثيا، وكانت أهم مظاهر السنة الماضية استعجال القرارات الاستراتيجية ونقص الحزم والحسم في التعامل مع أعراض الفوضى، فجاءت القرارات متسرعة ومفتقدة للموضوعية أو منحازة ولا تحقق المصلحة العامة حين كان يجب أن تكون متأنية وهادئة وموضوعية، وجاءت بطيئة فاقدة لمفعولها ومعناها حين كان يجب أن تكون سريعة وحازمة لتحسم الموقف وتحفظ للدولة هيبتها ومن ثم فعاليتها. ولذلك، ولأننا في مواجهة مع أعتى خبراء وأدوات التحليل واتخاذ القرار، فلا مفر من تغيير فوري لكل من قام بالتحليل ووفر النصح وحيثيات القرار. لقد حان الوقت لمراجعة الحسابات وإعادة تموضع مصر وحمايتها من غفلتنا ومن غدرهم!
دكتور مدحت بكري

[1] وصف جوليان أسانج Julian Assange، مؤسس ويكيليكس Wikileaks المواقع الاجتماعية - فيس بوك على وجه الخصوص - بأنها "أبشع آلة تجسس تم اختراعها على الإطلاق" ووصف جيرالد نيرو Gerald Nero الأستاذ بجامعة بروفانس ومؤلف كتاب "مخاطر الانترنت Dangers of the Internet"، أحدث طرق التجسس التي قامت بها الاستخبارات الاسرائيلية ووكالة المخابرات المركزية على الإنترنت وكشف عن شبكة من مجندين إسرائيليين متخصصين في علم النفس لجذب الشباب من العالم الثالث منذ مايو 2001.