الجمعة، 25 أكتوبر 2013

المثل الأمريكي: تمشي كالبطة، وتصيح كالبطة... إذن هي بطة


إذا كان الدكتور محمد البرادعي لا يمشي كالبطة ولا يصيح كالبطة... وهو لذلك ليس بطة، فإننا نستطيع أن نحدد ماهية الدكتور البرادعي. إذا رأينا كيف مشى الدكتور البرادعي وراقبنا خطواته على مدى أكثر من ثلاث سنوات:

الخطوة 1: بنهاية عمله بالوكالة الدولية للطاقة الذرية وبعد أن انتهى دوره الدولي، اجتمع الدكتور محمد البرادعي بالرئيس الأمريكي باراك أوباما بالبيت الأبيض في واشنطن.

الخطوة 2: بمجرد انتهاء الاجتماع بالرئيس الأمريكي توجه الدكتور البرادعي إلى نيويورك حيث التقى كريستيان أمانبور ليعلن من برنامجها على CNN - بنيويورك وليس القاهرة - عن نيته في المنافسة على منصب الرئيس المصري.

الخطوة 3: بمجرد انتهاء البرنامج توجه الدكتور البرادعي إلى القاهرة واستقبله بالمطار وفد من الإخوان وتوجهوا إلى منزله بالهرم، ثم جمعوا له مئات الآلاف من التوقيعات للترشح لرئاسة الجمهورية.

الخطوة 4: بعد إعلان الإخوان عن ترشيح مرشح إخواني للرئاسة، أعلن الدكتور البرادعي عن انسحابه من المنافسة على منصب الرئيس المصري.

الخطوة 5: في أعقاب ثورة 30 يونيو استطاع البرادعي بصفته منسقا لجبهة الإنقاذ أن يتولى منصب نائب الرئيس للعلاقات الدولية، حيث مارس ضغوطا متكررة وهدد بالاستقالة لمنع فض الاعتصامات الإجرامية المسلحة للإخوان المسلمين والإرهابيين التابعين للجماعة.

الخطوة 6: بمجرد فض الاعتصامات الإجرامية المسلحة للإخوان المسلمين والإرهابيين التابعين للجماعة قدم البرادعي استقالته للضغط على الدولة واستثارة المجتمع الدولي الغربي للتدخل ضد سلطة الثورة، ثم أسرع بالمغادرة إلى الخارج.

الخطوة 7: لم تنقطع أخبار اجتماعات البرادعي بممثلي المجتمع الدولي الغربي والتنظيم الدولي للإخوان وتصريحاته وصياح أعوانه بالداخل منذ استقالته ووصوله إلى الخارج.

الخطوة 8: تتردد الأخبار الآن عن عودة البرادعي الوشيكة للقاهرة هذا الأسبوع في إطار الجهد الإخواني الغربي للتحرك ضد الثورة ومنع محاكمة محمد مرسي بتهمة التخابر مع جهات أجنبية مختلفة.

والآن... لم يبق علينا إلا توصيل النقاط حتى تظهر الصورة، وإن لم يعد هناك شك حول حقيقة مواقفه وعلاقاته ودوره وتوقيتات وصوله إلى القاهرة ومغادرتها، ولذلك حول ما هو محمد البرادعي!
دكتور مدحت بكري


الثلاثاء، 22 أكتوبر 2013

برلمان من غرفتين يحقق ضمانات للتشريع والتمثيل وعدالة للمهمشين

لعل فيما ذهب إليه الصديق الدكتور إسماعيل سراج الدين في مقاله بأهرام 21 أكتوبر 2013 بعنوان "نريد مجلس نواب وآخر نوعيا" كل الحق والحكمة لما أورد من ضمانات يحققها المجلس الثاني. وأضيف إلى ذلك أن يحقق هذا المجلس العدالة للمسيحيين وللمرأة وللمناطق الحدودية - اللذين طال ظلمهم وتهميشهم في نظامنا النيابي في الماضي - بالنص على تمثيل المسيحيين بخمس عدد الأعضاء وتمثيل المرأة بنصف عدد الأعضاء وأن يحقق هذا المجلس أيضا عدالة التمثيل الجغرافي والنوعي بإعطاء كل المحافظات أوزانا متساوية بصرف النظر عن عدد السكان بكل محافظة، وتمثيل كل المحافظات بالتساوي بخمسة أعضاء من كل فئات المجتمع وأحزابه يتم اختيارهم بالانتخاب الحر المباشر بالنظام الفردي لكل محافظة، وأن يكون التمثيل الصحيح للمسيحيين وللمرأة شرطا لصحة الصوت.

وحتى لا يكون المجلس تكرارا لتجربة مجلس الشورى المغرضة الفاشلة، أقترح أن يكون هذا المجلس مجلسا للشيوخ له نفس اختصاصات وسلطات مجلس النواب، لا يقل عمر أعضائه عن 35 أو 40 عاما مع تخفيض سن الترشح لمجلس النواب ليضمن لشباب الثورة تمثيلا أكبر يعكس دورهم في قيادة معركة تخليص الوطن من أنظمة فاسدة ومستبدة، وأيضا تقديرا للقدر من النضج والوعي الذي اكتسبوه في سنوات ثلاث. إلا أن عدالة التمثيل الجغرافي ستتطلب إعادة رسم خريطة الحكم المحلي لضمان تمثيل كاف وعادل لكافة مكونات المجتمع المصري المتنوع، خصوصا في المناطق الحدودية الجنوبية والشرقية والغربية التي تعرضت في الماضي للإقصاء والغبن، ومن ثم الإخلال بالحقوق بشكل أدى إلى الشعور بالظلم وأثر على الانتماء الوطني.

وإذا كان تطبيق مبدأ النسبة والتناسب في أعداد المرشحين بالنسبة لتعداد المحافظات قد أدى إلى سلامة التمثيل السكاني، فإنه أدى في نفس الوقت إلى الإخلال بالتمثيل الجغرافي والنوعي، ومن ثم تغول المحافظات كثيفة السكان على حقوق المحافظات قليلة السكان خصوصا الحدودية في الجنوب وسيناء والغرب، وأثر على معدلات تنميتها وأدى إلى تخلفها وفقرها وإلى شعورها بالظلم، وأثر على انتمائها الوطني وأصبح يهدد وحدة الوطن والأمن الوطني. وبنفس الطريقة أدت الانحيازات المجتمعية الموروثة، والفقر والأمية، والاندماج السكاني وعدم الفرز الديني إلى استبعاد الأقباط المسيحيين والمرأة من العملية الانتخابية وأدى إلى تهميشهما.

ولذلك، لم ينجح التنظيم الحالي السلطة التشريعية حتى الآن في تحقيق العدالة الجغرافية ومبدأ المواطنة وتساوي الحقوق ومنع التمييز بسبب العرق أو الجنس أو الدين أو العقيدة، وهو ما يتطلب إعادة هيكلة السلطة التشريعية وخلق نظام للضوابط والتوازنات checks and balances ببرلمان من غرفتين لتحقيق العدالة الجغرافية ومنع التمييز. وبدون هذا التساوي في اختصاصات وسلطات المجلسين، وهذه الفروق في تكوينهما لتحقيق التوازن بين المرأة والرجل، وبين الشباب والشيوخ، ولضمان تمثيل الأقلية الدينية والمناطق الحدودية، تستمر السلطة التشريعية في أدائها المنفلت والمتحيز وغير العادل. وهذا النظام هو نظام معمول به لأسباب مختلفة في عدد من الدول من بينها الولايات المتحدة الأمريكية.

دكتور مدحت بكري
مستشار إدارة التغيير بالأمم المتحدة سابقا

السبت، 12 أكتوبر 2013

صاحب بالين: الدكتور زياد بهاء الدين

عرفت الراحل أحمد بهاء الدين صادقا مع الناس ومع نفسه وأعجب أن لزياد بهاء الدين بالين؛ اقتصاد وتصالح.
دكتور مدحت بكري

الخميس، 10 أكتوبر 2013

خطاب مفتوح إلى الدكتور الببلاوي





إذا كان عند الدكتور زياد بهاء الدين وقت فراغ يريد شغله فعليه توجيهه للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي تكاد أن تطلق ثورة جياع مدمرة بينما ينشغل هو بأمور لا تعنيه ولا تقع في نطاق اختصاصه، وليترك مسألة التصالح والتفاوض أو القتال والدفاع لأهلها من خبراء الاستراتيجية والأمن الوطني القادرين على تعريف المشكلة وأطرافها الحقيقيين والتخطيط لكسب أخطر معركة واجهت مصر في تاريخها وتكاد تخسرها بتبسيط الدكتور زياد وزملائه التصالحيين للمأزق بغير علم أو خبرة.

فجماعة الإخوان ليست كما يتصور هو وأقرانه العدو الذي تواجهه مصر، كما أن الهدف الاستراتيجي لهذه الحرب القذرة ليس تولية هذه الجماعة العميلة الغبية للسلطة في مصر. هذه الجماعة ليست إلا "أداة" يستخدمها الصهيوني الأمريكي العدو الحقيقي في هذه الحرب من الجيل الرابع لتدمير وتفتيت الدولة المصرية وإنهاء مصر التاريخية بهدف الوصول إلى حل نهائي للصراع العربي الإسرائيلي يكرس ما تحقق من الأهداف الصهيونية ويحقق "نهائية إسرائيل" بتفريغ محيط الدولة الصهيونية من الدول القادرة على تقويض أمن "الدولة اليهودية" أو منافستها على كل موارد المنطقة في المستقبل القريب أو البعيد.

فلتحذر يا دكتور لأن العدو الصهيوني الأمريكي يكاد ينجح في جرجرتنا إلى السيناريو السوري بفضل الرؤية "الثاقبة" للدكتور زياد وشلته التصالحية التي أرجو مخلصا ألا تكون جزءا من المخطط الأمريكي الصهيوني للمنطقة، ولكنهم قالوا قديما أن "سوء الظن من حسن الفطن."

دكتور مدحت بكري

https://www.facebook.com/medhat.bakri