الأحد، 7 يونيو 2015

من شب على شيء شاب عليه يا أستاذنا العزيز!

دكتور مدحت بكري | مستشار إدارة التغيير بالأمم المتحدة سابقا | القاهرة في 6 يونيو 2015
 
كتب الأستاذ صلاح منتصر في عموده بالأهرام "مجرد رأي" نقلا عن "الوطن" من بيان ممثلي 21 نقابة مهنية ومستقلة تطالب بتجميد القانون:
"هناك سلبيات خطيرة في قانون الخدمة المدنية الجديد أبرزها إعطاء جهة الإدارة الحق في النقل والعلاوات والترقيات والفصل، بناء على تقارير الكفاية التي تضعها هي."

يبدو أن الأستاذ صلاح ما زال متعلقا بزمن مضى كانت فيه مسألة إرضاء الفئات المختلفة لحشد التأييد العام للنظام - في زمن  تعرضت فيه الثورة الوليدة لأطماع من الخارج وتآمر من الداخل - أولوية مطلقة يجب أن يلتزم بها الكاتب الصحفي حتى لو أدت إلى إفساد مناخ العمل وشجعت التكاسل بالمساواة بين من يعمل ومن لا يعمل، ومنحت تقرير "ممتاز" لمن ينتج ومن لا ينتج، وساوت بين المهندس ومساعد المهندس لمجرد مرور الزمن رغم تفاوت القدرات العلمية والفنية الأساسية الضرورية، وحولت الإدارة إلى خصم للعامل بدلا من مسئول عن الأداء، وقننت صرف الحوافز لمن يحقق الخسائر فتحول الوطن إلى مجتمع من الطماعين المتكاسلين غير المنتجين.

هذا يا أستاذ صلاح ما أوصلنا إلى ما نحن فبه حتى انهارت قيم العمل، وأصبح مجتمع العمل مجتمعا من أصحاب المعاشات وليس المنتجين الذين يتقاضون الرواتب والمكافآت مقابل الإنتاج والتميز، فتضاءلت القيمة المضافة للفرد والوحدة الإنتاجية، وانهار الناتج المحلي الإجمالي، وهو ما يجب ألا يتكرر.

الإدارة يا أستاذ صلاح جزء من مجتمع العمل وليست خصما له تطبق عليها نفس معايير تقويم وتصحيح الأداء. نطالب بسرعة تطبيق القانون الجديد بحزم وحسم!  

دكتور مدحت بكري
مستشار إدارة التغيير بالأمم المتحدة سابقا


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق