دكتور مدحت بكري | السبت،
17 نوفمبر 2012
أصبح الدور الأمريكي الصهيوني المحوري في إشاعة الفوضى في مصر - الذي
لا يشير إليه أحد في الإعلام المصري - أمرا مسلما به مهما حاولوا إخفاءه أو
تمويهه، قامت إدارة الرئيس أوباما بتنفيذه، بعد أن كان مجرد إعلان للنوايا أطلقه الرئيس
جورج بوش ووزيرة خارجيته في 2003 وأكداه في 2004 و 2006. وقد علمنا التاريخ أن تفرق
المصريين أو الخيانة من الداخل كانا دائما وراء اختراق القوى الخارجية للسيادة المصرية،
ولذلك فقد كان أخطر ما أنتجته ثورة يناير الحصانة التي دفع ثمنها واكتسبها الثوار الحقيقيون،
ولكن اكتسبها بالتبعية دخلاء على الثورة - من عملاء لقوى خارجية مدسوسين في الخفاء
أو حتى انتهازيين سعوا لاختطافها أو ركوب موجتها - دفعوا مصر، وما زالوا يدفعونها بلا
هوادة، إلى حالة من السيولة وعدم الاستقرار دون إمكان لردعهم أو حتى سؤالهم باعتبارهم
ثوارا فوق النقاش أو الحساب، فمارسوا بفجور ووقاحة - في حصانة تامة - العمالة للقوة
الأعظم التي لا ترى مصر كدولة ولكن كجزء محوري من منطقة نفوذ، فأتاحت القوة الناعمة
والأموال والتدريب وصنعت وقادت "الفوضى الخلاقة" ومارست الضغوط لحماية عملائها
في مصر - وهربت العملاء الأمريكيين المقبوض عليهم - وهي تقودنا الآن إلى حتفنا ونهاية مصر التاريخية،
بل إلى تفجير كل المنطقة - بمساعدة هؤلاء العملاء - لتفتيتها وإعادة ترتيبها في شكل
دويلات بلا حول ولا قوة لتحقيق نهائية الدولة الصهيونية. واليوم يشتت عملاء الصهيونية
العالمية انتباهنا ويزعزعون استقرار مصر من خلف ستار الثورة بإشاعة حالة مميتة من الاستقطاب
والخلاف والجدل والصراع لتفريق المجتمع وتشتيت الجهود، تمهيدا للعبة الأخيرة في
دور شطرنج ينتهي بهزيمة نهائية - وليس "نكسة" - هذه المرة.
مدحت بكري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق