الأحد، 20 نوفمبر 2011

سامي البحيري: المصريون مسلمون ومسيحيون ونساء بمقدورهم هزيمة التطرف

من أجمل ما قرأت عن التسامح الذى كان منتشرا في مصر في النصف الأول من القرن العشرين:
من المعروف أن نجيب الريحاني وبديع خيرى كونا فرقة مسرحية وكذلك كتبا أفلاما سينمائيا سويا، وكان شركاء في الأعمال الفنية وفي الأعمال التجارية المرتبطة بتلك الأعمال الفنية، ومازالت أعمالهم رغم مرور أكثر من 60 عاما هي من أبرز الأعمال السينمائية في تاريخ السينما المصرية. كان لا بد من تلك المقدمة، والحكاية أن نجيب الريحاني علم بأن أحد أقرباء بديع خيرى قد مات، فذهب نجيب الريحاني لتقديم واجب العزاء، وعندما ذهب إلي مكان العزاء لاحظ أن هناك شيخا يقرأ القرآن الكريم، فبعد أن انتهي الشيخ من القراءة، ذهب الريحاني إلي بديع خيرى يلومه بقوله: إزاي عمرك ما قلت لي إنك مسلم؟ فأجابه بديع خيرى بأجمل إجابة علي الإطلاق: ما انت عمرك ما سألتني!!
للعلم نجيب الريحاني كان مسيحيا من أب عراقي وأم مصرية!!
واليوم ومصر مقبلة علي أهم انتخابات في تاريخها علي الإطلاق يجب أن ننتهز تلك الفرصة لاستعادة مصر المتسامحة المتحررة والتي فتحت ذراعيها لكل الناس من أطراف العالم: لليونانيين والإيطاليين والشوام والأرمن واليهود والشراكسة والعرب والبدو، كانت مصر بوتقة ذابت فيها كل الأجناس والأديان، حتى جاءت نعرة :"مصر للمصريين" ثم جاء بعد ذلك شعار "الإسلام هو الحل"، وهذين الشعارين تجاهلا تماما تلك البوتقة الجميلة والتي أنتجت لنا مصر الحديثة والتي أنشأ بها الخديوي إسماعيل برلمانا في القرن التاسع عشر قبل إيطاليا والعديد من بلدان أوروبا، وكان اليونانيون والإيطاليون يحضرون للعمل في مصر بمهن خدمات المطاعم والبقالات والمباني.
ورغم حالة التشاؤم التي تعم العديد من المصريين الأحرار هذه الأيام بسبب المنحنى الذى اتجهت إليه ثورة 25 يناير المصرية، ورغم الأصوات العالية للمتطرفين، إلا أننى متفاءل بأن المصريين سيختارون البرلمان القادم الذى سيحقق مبادئ ثورة 25 يناير :"حرية وعدالة" ، وتفاؤلي مشروط بثلاثة شروط صعبة المنال ولكنها ليست مستحيلة:
أولها: أن تتوجه كل نساء مصر للتصويت ضد التطرف ومع الحرية الحقيقية
وأقول لك يا أمي و يا أختي ويا ابنتي، إذا لم تذهبي للتصويت فربما سوف يأتي للحكم من يجبرك علي تلبسين كما ترين في تلك الصورة

وعندما يعقدون "المؤتمر النسائي الأول" فلن تكوني مدعوة لهذا المؤتمر كما ترين في هذه الصورة:
هل تريدين أن تحرمي من حقك في التعليم؟
هل تريدين أن تحرمي من حقك في العمل؟
هل تريدين أن تحرمي من حقك في طلب الطلاق؟
هل تريدين أن لا تخرجي من بيتك إلا إلي بيت زوجك أو إلي القبر، كما يريدون؟
هل تريدين أن تحرمي من الحياة؟
هل تريدين أن تصبحي مجرد وعاء يفرغ الرجل فيه شهوته؟
هل تريدين أن تصبحي مجرد حامل لأطفاله؟
هل تريدين أن يرش أحد المعتوهين وجهك بميه نار حتى  لا تكشفيه مرة أخرى؟
هل تريدين أن تعطى صوتك لمن يعتبره عورة؟
إذا كنت تريدين كل هذا فامكثي في بيتك يوم الانتخابات ولا تلومن إلا نفسك بعد ذلك.
أما إذا كنت ترغبين في تحرير المرأة المصرية فاذهبي إلي صندوق الانتخابات وأعطى صوتك لمن لا يعتبره عورة!! أنت نصف المجتمع، وبدونك فإن مصر سوف لا تستطيع الحركة بساق واحدة.
ثانيها: أن يتوجه كل المصريين المسيحيين للإدلاء بأصواتهم،
وهذه هي كلمتي إليكم:
أنتم أصل مصر، أنتم لستم أقلية، ولستم خواجات ولستم مؤقتين، أنتم "ملح الأرض" وبمقدوركم تغيير الخارطة السياسية في مصر لو تخليتم عن سلبيتكم، لن ينفعكم قسيس أو كنيسة، سوف تنفعكم فقط أصواتكم.
هل تريدون أن تعاملوا كأهل ذمة تدفعون الجزية "عن يد وأنتم صاغرون"؟
هل تريدون أن تحرق وتدمر كنائسكم؟
هل تريدون لأولادكم أن يقتلوا في الشوارع أو المدارس إذا ارتدوا صلبانا؟
هل تريدون أن تتحجب بناتكم ونسائكم رغما عنهم؟
هل تريدون أن تحرموا من الدفاع عن وطنكم؟
هل تريدون أن  يتم إجباركم علي الهجرة من بلدكم مصر كما فعلوا مع يهود مصر؟
هل تريدون أن تحرموا من تولي الوظائف "الحساسة" في الدولة وكأنكم جواسيس؟
هل تريدون أن يستمر تنفيذ مخطط تقسيم مصر؟
هل تريدون أن يأتى جيوش أجنبية إلي مصر لحمايتكم؟
هل تريدون لأولادكم وبناتكم من الحرمان من التفوق الدراسي الذى يستحقونه؟
إذا كنتم تريدون كل ذلك فلا تذهبوا للإدلاء بأصواتكم، وساعتها سوف تندمون حيث لا ينفع الندم، لأن هذه الانتخابات ربما تكون آخر انتخابات تشهدها مصر إذا فاز بها المتطرفون لأنهم لايعترفون بالانتخابات ولا الديموقراطية، ويعتبرون الخروج عن الحاكم خروجا عن الملة.
ثالثها: إلي المصريين المسلمين أقول:
أعرف أن بعض المتطرفين قد يخدعوكم بمنظرهم المتدين، وتواجدهم معكم في المسجد دائما، وأنكم ربما تنتخبوهم لأنهم "ناس بتوع ربنا"، ولكن يجب أن تعرفوا أن كلنا "بتوع ربنا" ولسنا بتوع الشيطان، وأن المصريين بطبيعتهم متدينين باعتدال بدون هوس ديني وفي نفس الوقت يؤمنون بحظهم من الدنيا، "اعمل لآخرتك كأنك تموت غدا، واعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا".
هل تريدون أن يأتي من يفرض عليكم ماذا تلبسون وتشربون؟
هل تريدون أن تجبروا علي إطلاق لحاكم؟
هل تريدون لمصر أن تصبح مثل أفغانستان أو الصومال؟
هل تريدون معاملة بناتكم وزوجاتكم كمواطنين من الدرجة الثانية؟
هل تريدون أن يحكمكم طالبان؟
هل تريدون لأولادكم وبناتكم الخمسة ملايين الذين يعملون في مجال السياحة أن يصبحوا بلا عمل؟
هل تريدون هدم آثاركم العظيمة التي تركها لنا أجدادنا الفراعنة العظماء منذ خمسة آلاف سنة باعتبارها أصناما؟
هل تريدون هدم ضريح الحسين والسيدة زينب وغيرهم من عباد الله الصالحين؟
هل تقبلون بإرهاب أخوة الوطن المسيحيين حتى يتم تنفيذ مخطط تقسيم مصر؟
هل تقبلون بإلغاء الفن والأدب والغناء والموسيقى؟
هل تقبلون أن تغلق القاهرة "هوليود الشرق" بالضبة والمفتاح؟
هل تريدون تسليم سيناء مرة أخرى إلي إسرائيل؟
هل تريدون أن تكون الانتخابات القادمة هي الأولي والأخيرة؟
إذا كنتم تريدون كل هذا فلا تذهبوا للانتخابات أو أعطوا أصواتكم لمن يخدعوكم بشعارات دينية وهي حق يراد به باطل.
وأنا شخصيا سوف أسافر إلي مصر خصيصا للإدلاء بصوتي، وأدعو كل المصريين العاملين بالخارج أن يحضروا (إن استطاعوا) للإدلاء بأصواتهم، لأنني أشك أن الحكومة لديها وقت أو حتى رغبة لتنظيم الانتخابات البرلمانية بسفارات مصر بالخارج.
وإن لم تعط صوتك، فلا تلومن إلا نفسك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق