دكتور مدحت بكري | مستشار إدارة التغيير بالأمم
المتحدة سابقا | القاهرة في 28 يناير 2015
أعجب لمن يخلعون الأحداث من إطارها الدولي ويصدرون
أحكاما مطلقة بإدانة الشرطة لمقتل "شيماء" دون تحقيق، ويدينون الدولة
المستهدفة لتطبيقها قانون "تنظيم التظاهر" ويتصلبون في آرائهم ومواقفهم
المسبقة وكأنهم يملكون الحكمة والحقيقة المطلقة دون غيرهم، وأدعو الله أن يعلق
أمانة الدولة في رقابهم لنرى ماذا هم فاعلون إزاء قتلة مأجورين يجوبون البلد لقتل
المصريين غيلة وغدرا بقنابل ورشات من أسلحة آلية لا تميز. لماذا لا نجد بينهم من
يزعجه قتل المصريين ورجال أمن يحمونهم، وأتساءل لماذا لا يقدرون أن القتلة
المأجورين هم من قتلوا "شيماء" حتى يسارعوا هم إلى لوم "الأمن"
وتوتير البلد.
يجب أن يفهم هؤلاء، والفضائيات التي تطلقهم علينا، أن آراءهم تحتمل الخطأ والصواب، وأن لا حصرية للرأي في الديموقراطية التي يتشدقون بها، وغير ذلك هو ما يعيدنا إلى الماضي. كذلك فإن ترك الأمور للفوضى المخططة التي يديرها أعداء المصريين لتدمر البلد جريمة يحاسب عليها ولي الأمر. ولذلك فإنني أدعو الرئيس السيسي لاستبدال "قانون تنظيم التظاهر" بنص مترجم للقانون الأمريكي "Patriot Act" الذي يغتال كل الحريات حتى تتطابق ديموقراطيتنا مع ديموقراطيتهم "ومحدش أحسن من حد."
نحن يا سادة مستهدفون، وهدفهم الاستراتيجي هو تدمير
وتفتيت مصر والمنطقة كلها. فلم يعد من المقبول "للعدو" بعد أكتوبر 1973
ترك الأمور للظروف، ولذلك كان اغتيال الداهية محمد أنور السادات ثم "مشروع
الشرق الأوسط الكبير" المحوري الذي مهد له وزير الخارجية الأمريكي هنري
كيسنجر Henry Kissinger
ثم زبيجنيو بريجينسكي Zbigniew
Brzezinski مستشار الأمن الوطني الأمريكي في إدارة كارتر Jimmy Carter خلال الفترة
1977 - 1981، والذي أعدته - أو شاركت في إعداده - الحركة الصهيونية العالمية وقدمه
الزعيم الصهيوني المعاصر برنارد لويس Bernard Lewis
للكونجرس الأمريكي في ثمانينات القرن الماضي، وطوره Richard Perle المشارك في
تدمير العراق مع مجموعة المستشارين الصهاينة الأمريكيين في تسعينات القرن الماضي
لتحويل المنطقة إلى أرض مسطحة مستهلكة توفر العمالة الرخيصة وسوق
الاستهلاك لجبل واحد منتج Mt
Israel. ويعد أن أنذرت حرب تحرير
الكويت ببدئه، تبنته وبدأت تنفيذه إدارة بوش الصغير GW
Bush باحتلال العراق، واستكملت
تنفيذه إدارة أوباما Barak Obama،
والذي يهدف إلى تفجير وتفتيت وتقسيم دول المنطقة وإعادة ترتيبها، ويعد تطويرا طبيعيا
- وفي أغلب الظن نهائيا - لضبط تقدم المشروع الصهيوني "طويل الأجل" لإنشاء
الدولة الصهيونية كحاملة طائرات أمريكية ضخمة Self-sustaining
Mega Aircraft Carrier على الأرض
في قلب المنطقة، ويمثل "إطارا دوليا جديدا - بديلا لاتفاق سايكس بيكو Sykes-Picotلإدارة المنطقة في الألفية الجديدة."
دكتور مدحت بكري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق