الجمعة، 21 مارس 2014

انتبهوا... فالمشير السيسي ليس ساحرا!


صحيح أن المشير السيسي يكاد أن يكون الشخص الوحيد في قائمة المرشحين المحتملين لرئاسة مصر الذي يملك سابقة الأعمال والمؤهلات والخبرات والتدريب التي ينتظر معها أن يحقق نجاحا على عدة جبهات في موقف بالغ التعقيد، فهو خريج وقائد للمؤسسة العسكرية المصرية التي استوعبت درس الهزيمة في 1967 فاستعدت واستخدمت  - بحكم احتياجاتها - كل علوم الإدارة الحديثة التي طورتها المؤسسات العسكرية العالمية، بما في ذلك التخطيط الاستراتيجي وبحوث العمليات وإدارة سلاسل التموين والتحريك.

بينما المرشح الآخر الوحيد حتى الآن الأخ حمدين صباحي، فهو ممن قال فيهم الرسول الكريم "رَحِمَ اللهُ امرئ عرِفَ قدْرَ نْفسه". رجل حالم حلو الكلام، طموح على غير أساس، ليس له خبرة تنفيذية يعتد بها، لم يحقق في حياته إنجازا، ولا يملك خبرة واحدة تبشر بأن في استطاعته تحقيق أي شيء لمصر في هذه المرحلة الحرجة شديدة التعقيد من تاريخ الوطن.

ولأن مصر لا تملك في هذه المرحلة رفاهية التجربة والخطأ، ولأننا في موقف استثنائي يتطلب قدرات استثنائية مجربة، ولأن حالنا لا يمكن أن يكون في هذه الظروف المستحيلة "عمل كالعادة business as usual" فليس أمامنا ثمة اختيار لنجاح عبور جديد أخطر وأصعب من عبور 1973 المظفر - الذي صنعته بأدوات الإدارة وأنجزته بالتضحية والفداء والدماء القوات المسلحة المصرية - إلا تولية المشير السيسي المسئولية.

إلا أن الحمل الذي ينتظر المشير هو حمل مستحيل تنوء به الجبال، ولا يمكن أن يحمله فرد بمفرده مهما بلغت شجاعته وعبقريته في هذه الأنواء الدولية المصحوبة بهجمة إرهابية ليس على مصر فقط ولكن على الإقليم بأكمله في تكرار تاريخي لتقسيم المنطقة في 1916، وهو ليس بطبيعة الحال ساحر قادر على تحقيق المستحيل، ولذلك فعلينا أن نفهم أن علينا جميعا أن نعينه عليه، وأن الوقت قد حان للعودة إلى شعار "الاتحاد والنظام والعمل" العبقري، الذي لم نكن أبدا في حاجة أكثر لمعانيه، حتى في يوليو 1952.

فلنتحد وننتظم ونعمل ونؤجل رغباتنا ومطالبنا الشخصية والفئوية، وليلتف حوله رجال دولة وأصحاب خبرات تنفيذية ودبلوماسية وقدرات فكرية وسياسة ودينية وقانونية من أمثال السيد عمرو موسى والدكتور طارق حجي والأستاذ رجائي عطية لنعين الرجل على ما ابتلاه الله... وإلا!!!

دكتور مدحت بكري
مستشار إدارة التغيير بالأمم المتحدة سابقا

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق