جاء
وقت التركيز
سعد
المصريون جميعا بما آلت إليه الأمور بعد افتضاح حقيقة الجماعة ونواياها، وانبثاق
"حركة تمرد" التي أثبتت بشكل قاطع اكتساب الشباب المصري الذكي لقدر غير مسبوق
من الوعي، وأدت إلى توحد الشعب في مواجهة الجماعة الفاشية، وأعادت النسيج الوطني المصري
إلى أصله بعد أن تم تمزيقه في حرب مخابراتية قذرة.
ومع
ذلك فإن ما يجب أن يشغلنا هو الطابور الخامس الذي تم تدريبه وزرعه - وبدأ ينشط - في
مصر لمقاومة توحدنا ومنع استقرارنا وتشتيت جهودنا وشغلنا في مبارزات كلامية وسفسطة
غير مجدية - بل مضرة - على غرار ما حدث في أعقاب فبراير 2011. من المنتظر أن ينشط الطابور
الخامس مرة أخرى لطرح قضايا خلافية جديدة - محاورها الجيش والفريق السيسي والمصالحة
الوطنية ونظام الانتخابات - لشق الصف الوطني وتشتيت الانتباه وتغيير اتجاه المصريين
وإضاعة وقتهم وإعاقة "خارطة المستقبل" وتعطيل الاستعداد للاستفتاءات والانتخابات
القادمة لتحقيق انتكاسة قاتلة لثورة 30 يونيو.
المشكلة
بكل أسف هي قصر الفترة الزمنية للاستعداد للاستفتاء والانتخابات والتي أخشى أن الشعب
غير مستعد لخوضها وكسبها. وعلى سبيل المثال، فقد بدأ الطابور الخامس بالفعل في إثارة
الخلافات فعادوا إلى موضوع نظام الانتخاب - الفردي والقائمة - ليدخل الناس في جدل عقيم
يفقد الشعب تركيزه ويضيع الوقت ولا يؤدي إلى شيء. يجب أن نفهم أن ما أدى إلى كل خسارة للتيار
الوطني في الانتخابات كان نتيجة لتصويت الإخوان وحلفائهم في كتلة مركزة، وليس في نظام
الانتخاب الفردي أو بالقائمة. ولذلك يلزم اتخاذ التيار الوطني لخطوات فعالة لتركيز
التصويت لمرشحي التيار الوطني بقصر ترشيحات التيار الوطني على مرشح واحد لكل مقعد يسانده
كل الشعب بصرف النظر عن انتمائه الحزبي.
دكتور مدحت بكري
دكتور مدحت بكري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق