أصبح
الدور الأمريكي الصهيوني المحوري في إشاعة الفوضى في مصر - الذي تجاهل الإعلام
المصري له قبل ٣٠ يونيو - أمرا مسلما به قامت إدارة الرئيس أوباما بتنفيذه، بعد أن كان مجرد
إعلان للنوايا أطلقه الرئيس جورج بوش ووزيرة خارجيته في ٢٠٠٣ وأكداه في ٢٠٠٤
و٢٠٠٦. وقد علمنا التاريخ أن تفرق المصريين أو الخيانة من الداخل كانا دائما وراء
اختراق القوى الخارجية للسيادة المصرية، ولذلك فقد كان أخطر ما أنتجته ثورة يناير
الحصانة التي اكتسبها الثوار الحقيقيون، ولكن اكتسبها بالتبعية دخلاء على الثورة -
من عملاء لقوى خارجية مدسوسين في الخفاء أو حتى انتهازيين سعوا لاختطافها أو ركوب
موجتها - دفعوا مصر، وما زالوا يدفعونها بلا هوادة، إلى حالة من السيولة وعدم
الاستقرار دون إمكان لردعهم أو حتى سؤالهم باعتبارهم ثوارا فوق النقاش أو الحساب،
فمارسوا بفجور ووقاحة - في حصانة تامة - العمالة للقوة الأعظم التي لا ترى
مصر كدولة ولكن كجزء محوري من منطقة نفوذ، فأتاحت القوة الناعمة والأموال والتدريب
وصنعت وقادت الفوضى الخلاقة ومارست الضغوط لحماية عملائها في مصر - وهربت العملاء
الأمريكيين المقبوض عليهم - وهي تقودنا الآن إلى حتفنا ونهاية مصر التاريخية، بل
إلى تفجير كل المنطقة - بمساعدة هؤلاء العملاء - لتفتيتها وإعادة ترتيبها في شكل
دويلات بلا حول ولا قوة لتحقيق نهائية الدولة الصهيونية.
من الفطنة اليوم،
بعد ثورة 30 يونيو، أن ننتظر عودة عملاء الداخل لإشاعة حالة من الاستقطاب والجدل والصراع
لتفريق المجتمع وتشتيت الجهود وإضاعة الوقت لمنع الاستعداد للاستحقاق الانتخابي.
فهل حان الوقت للدولة والإعلام لأخذ الحذر والتصدي لعملاء الداخل ووقف نشاطهم؟!
دكتور
مدحت بكري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق