لا شك في أن المخطط الدولي المعقد والخطير الذي ندير الموقف الوطني الحرج في إطاره يتطلب مواجهة المصريين لتداعيات وتحديات ثورتهم بكل فصائلهم مجتمعين ومتوافقين في إطار مصري وطني خالص وبغير استبعاد لأي طرف من الأطراف، حتى يستمدوا من اجتماعهم ووفاقهم ووحدة هدفهم قوة تتطلبها خطورة المرحلة وصعوبة المهمة.
إلا أن هذا الوفاق لا يمكن أن يتحقق في ظل الاستقطاب الديني المسيحي والإسلامي والأيديولوجيات المتطرفة والأجندات المخبأة والأفكار التكفيرية والتنظيمات العابرة للحدود الناكرة لحقوق المواطنة ولوحدة النسيج الوطني المصري.
وقد داومت جماعة الإخوان المسلمين منذ نشأتها على مطالبة أعضائها بأداء قسم "الولاء للجماعة والسمع والطاعة لمرشدها." وفي البداية، قام الأعضاء المنضمين بأداء قسم أمام المرشد المؤسس حسن البيا نفسه، وما زال الأعضاء يؤدون القسم في الوقت الحاضر.
مشاهدة الفيديو: http://www.youtube.com/watch?v=ev-IDlrw8WQ عن القسم الذي أداه فرع الجماعة في غزة في ديسمبر 2008، تثير أسئلة مهمة:
1. من الذي أصدر الأوامر لمسئولين يظهرون بالفيديو باقتحام الحدود المصرية، وقتل الجنود المصريين بدم بارد، وإرهاب المواطنين الآمنين، ورفع علم أجنبي على الشيخ زويد وباقي مناطق الأراضي المصرية؟!
2. هل حان الوقت لأن يأمر المرشد – وهو من من له السمع والطاعة - فرع غزة بتسليم المتهمين - المعروفين بالإسم - الذين قاموا بالقنص والقتل والذين طلبت مصر من حكومة الإخوان المسلمين في غزة تسليمهم للسلطات المصرية تمهيدا لمحاكمة عادلة؟
3. هل حان الوقت لأن يعلن المرشد - حتى لا يكون الولاء لغير الوطن في إطار خصوصية علاقة الإنسان بربه - تخلي جماعة الإخوان - والتنظيمات السلفية المنبثقة عنها في مصر - عن أهدافها العابرة للحدود وتعلن إنضمامها للمشروع الوطني المصري وولاءها الحصري للوطن واعترافها بالدولة المدنية وبحقوق المواطنة الكاملة والمتساوية لكل المصريين يلا تمييز بسبب الدين أو الجنس أو اللون أو العقيدة، وأن تتوقف دعوتها لتمايز المصريين على أسس دينية؟
4. هل يثير القسم - وما ترتب عليه حتى الآن - تساؤلات حول حق جماعة الإخوان والتنظيمات السلفية المنبثقة عنها في مصر في ممارسة حقوق المواطنة - وعلى رأسها الحقوق السياسية - قبل إعلان تخليها عن أهدافها العابرة للحدود وإعلان ولاءها الحصري للوطن؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق